تدفق الهدايا لإسرائيل

تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019

  • تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019
  • تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019
  • تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019

افاق قبل 5 سنة

 

تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019

 المحامي علي ابوحبله

يعتبر الكونغرس، تاريخياً، عرين نفوذ اللوبي الإسرائيلي "أيباك" في واشنطن، فهو دائماً يتصرف كملكي أكثر من الملك لتسمين وحراسة امتيازات إسرائيل في عاصمة القرار، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب خطفت دوره وصارت كأنها، وتل أبيب، كياناً واحداً.

آخر تجليات هذا الاندماج كانت في توقيع ترامب، الاثنين، على أمر تنفيذي بالاعتراف الرسمي بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة وذلك أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن واجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض .

وقد حرص البيت الأبيض على أن يجري هذا "التطويب" في احتفال خاص في المكتب البيضاوي، بحضور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبعض أركان الإدارة. كما حرص على أن يتزامن الاحتفال مع انعقاد مؤتمر اللوبي الإسرائيلي " ايباك "  الذي جاء رئيس الليكود للمشاركة فيه، وبذلك شهدت واشنطن أمس تظاهرتين، انتخابية وسياسية في نفس الوقت لصالح إسرائيل.

في هذا السياق، وقبل التوقيع على الأمر التنفيذي، ألقى نائب الرئيس مايك بنس كلمة في مؤتمر"أيباك" غير مسبوقة في توددها لإسرائيل، وفي اعتزازه بالتلاحم الأميركي– الإسرائيلي، إلى حدّ أنه اتهم الديمقراطيين بالقصور في الدفاع عن إسرائيل! تبعه وزير الخارجية مايك بومبيو في كلمة أكثر بلاغة عن أهمية وضرورة هذا التلاحم.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، موضحا أن معاداة الصهيونية أو وجود إسرائيل كموطن لليهود هي معاداة للسامية. وأدان الوزير في كلمة أمام مؤتمر لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، بعد ساعات من اعتراف الرئيس الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتلة، التصاعد المتزايد في معاداة السامية.

وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلا: "إدارة ترامب تعارضها بشكل لا لبس فيه وسوف نحاربها بلا هوادة. معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية".

واحتفل بومبيو بقرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، قائلا: "منذ قليل وقع الرئيس ترامب إلى جانب رئيس الوزراء نتنياهو مرسوما يؤكد سيادة إسرائيل على الجولان، يا له من يوم عظيم لشعبين عظيمين".

في سياق آخر، اتهم بومبيو حزب العمال البريطاني المعارض بالتسامح مع معاداة السامية ووصف ذلك بأنه "عار وطني".

" لأول مرة، يعقد اللوبي مؤتمره وسط حالة من التوتر مع الحزب الديمقراطي، الذي كان دائماً بمثابة حاضنته السياسية في الساحة الأميركية "

وكان ترامب قبل أيام قد ذهب إلى أبعد من ذلك ونعت الديمقراطيين بـ"معاداة اليهود". تهمة غير مسبوقة جاءت على خلفية الانقسام داخل الحزب الديمقراطي حول نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس.

فلأول مرة يعقد اللوبي مؤتمره وسط حالة من التوتر مع هذا الحزب، الذي كان دائماً بمثابة حاضنته السياسية في الساحة الأميركية. انعكس ذلك بصورة واضحة في مقاطعة المؤتمر من جانب عشرة مرشحين لمعركة الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، كما تبدّى في الخلاف الناشب في صفوف هذا الأخير على أثر تصريحات النائبة الديمقراطية إلهان عمر، ووقوف جناح المتمردين في الحزب إلى جانبها، مع الإصرار على وجوب فصل انتقاد اللوبي وإسرائيل عن معاداة السامية.

تفهّم القيادة الديمقراطية في مجلس النواب لهذا الموقف أثار استياء اللوبي، لكونه يشكل سابقة من شأنها الإطاحة بممنوعاته، وبما يسحب من يده ورقة إخراس الأصوات المعترضة بذريعة معاداتها للسامية.

هذا الانقسام الديمقراطي المستجد، معطوفاً على التقديمات الترامبية السخية لإسرائيل، عملت الإدارة على استغلاله إلى أقصى الحدود في المؤتمر، لتكلله في احتفال البيت الأبيض بتوقيع الرئيس على اعترافه بضم الجولان إلى إسرائيل.

لكن مع ذلك، لم يقصّر الحزب الديمقراطي كعادته، في هذه المناسبة. شارك في المؤتمر بقوة من ضمن أكثر من 150 نائباً وسيناتوراً. تحدث العشرات منهم أمام حشد كبير من جيش اللوبي وأنصار إسرائيل، من بينهم قيادات الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ، ورؤساء اللجان الرئيسية، وعتاة المؤيدين لإسرائيل، خصوصاً من المحافظين، مع الوعد بالتصويت قريباً على مشاريع قوانين مطروحة في المجلسين لحماية إسرائيل من المقاطعة ومعاداة السامية وغيرها.

كان يوم الاثنين الواقع في 25/3/2019  إسرائيلياً بامتياز في واشنطن. لم يشوش عليه وينافسه في خطف الأضواء إلا تقرير المحقق روبرت مولر، أو بالأحرى تقرير وزير العدل وليام بار حول ما توصل إليه مولر. الأصلي ما زال طي الكتمان. وما كشف عنه الوزير زاد من تشويش الصورة ومن الشكوك والحيرة.

كان الاعتقاد يفيد بأن التقرير لا بد أن يكون بداية النهاية. وإذا به نهاية البداية لا أكثر. وبذلك عادت القضية من جديد إلى التحقيق في الكونغرس، وبما يعيد التذكير بعملية تعيين القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا.

وكانت حماس حاضره في اجتماعات البيت الأبيض وعرقلت فرحة الزيارة لنتنياهو لواشنطن  بصاروخ واحد ، وكتب مراسل شركة "الأخبار" للشؤون العسكرية والأمنية، روني دانييل، أن رد فعل نتنياهو أثبت أن حركة حماس انتصرت، حيث أن "نقل قوات الجيش إلى الجنوب يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد جدي أكثر من السابق، ورد فعل نتنياهو تقديم موعد عودته إلى البلاد يبث حالة من الهلع، ويشكل إنجازا لقائد حركة حماس بأنه بثمن صاروخ واحد عرقل زيارة سياسية".

أما بالنسبة لمعضلة عودة نتنياهو  من واشنطن، فمن الواضح أنه الآن في ضائقة: إذا لم يعد ولم يختصر زيارته فسوف يتلقى الانتقادات من اليمين، وإذا عاد فإنه سيواجه الانتقادات من كافة الأطراف السياسية أيضا لعودته، على شاكلة: كيف نجح يحيى السنوار أن يعرقل بصاروخ واحدة زيارة جدية لرئيس الحكومة في واشنطن، ويضطره للعودة إلى البلاد بسرعة".وبحسبه، فإن هذه المعضلة تجعل نتنياهو يقرر العودة إلى البلاد، ومنح حركة حماس انتصارا بثمن صاروخ واحد.

 

وفقا لمجريات الأحداث والسياسات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشكل عام يظهر التأثير الكبير للمنظمات اليهودية الصهيونية حيث تتحكم هذه المنظمات في رسم السياسات الامريكيه من خلال شبكة المؤسسات وبخاصة الشركات الرأسمالية والهيئات المالية والإعلام والمؤسسات العسكرية والسياسية وهي شبكات ومؤسسات تعمل بتخطيط وتوجيه من الجماعات اليهودية واللوبي الصهيوني التي تشكل منظمة "الايباك" القوة الأكثر نشاطا وقدرة في هذا اللوبي.

وقبل الحديث عن منظمة ايباك وأهدافها التي تصب جميعا في خدمة الكيان الصهيوني بخاصة واليهود بعامة لا بد وان نتوقف عند معنى اللوبي ودلالاته والذي هو مصطلح يطلق على مجموعة أو مجموعات تعمل بشكل منظم في ممارسة ضغوط على مراكز صنع القرار في الاتجاه الذي يخدم الأهداف التي تعمل على تحقيقها،

 

واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية يشمل اليهود والصهاينة وأنصارهم الذين يسعون باستخدام كل الوسائل لإجبار صانع القرار الأمريكي على اتخاذ القرارات المؤيدة للكيان الصهيوني ومصالح اليهود في هذا الكيان وخارجه .

منظمة "الايباك" تشكل المنظمة الأهم والأكثر نشاطا وتأثيراً في مجموعة اللوبي الصهيوني واليهودي وذلك عبر الانتشار الكبير في معظم الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"، مما جعلها المنظمة الأقوى التي يستخدمها الإسرائيليون  في تحقيق مصالح إسرائيل ، حيث تضم هذه المنظمة مؤسسات وشركات وأفراد وصناديق أموال علنية وسرية ومراكز دراسات متخصصة وشبكة واسعة من المنظمات السرية والعلنية التي تعمل جميعا من اجل تحقيق أهداف تم وضعها وتصب جميعها في مصلحة اليهود والصهاينة .

 ومن ابرز هذه الأهداف وأهمها: الحفاظ على وحدة "الشعب اليهودي" عبر تجميعه في "إسرائيل" عن طريق الهجرة والمحافظة على هويته وحماية الحقوق اليهودية في كل مكان والدفاع عن الكيان الإسرائيلي  وتوفير مستلزمات أمنه واستمرارية وجوده عبر تحضير وتهيئة الأجيال لقيادة الكيان.

وهذا يتطلب التحرك المباشر مع المؤسسات الأمريكية وبخاصة الكونجرس لكسب اكبر عدد من أعضائه لدعم مخططاتهم الهادفة لخدمة إسرائيل وأمنها

اللوبي الصهيوني ومنظمة الايباك هما وراء السياسات الأمريكية وبخاصة  الحروب الأمريكية ضد العرب ويأتي في المقدمة منها الحرب العدوانية ضد العراق في شهر آذار عام 2003 حيث شكلت هذه المنظمة المحرض الأقوى والأكبر داخل الولايات المتحدة الأمريكية على احتلال العراق ، ساندها في ذلك فئة من المحافظين الجدد الذين تربطهم صلات وثيقة بحزب الليكود ،

لعبت منظمة الايباك دور المحرض الرئيسي  على الاتفاق النووي الإيراني بذريعة أن هذا الأمر يشكل خطورة كبرى على امن إسرائيل .

منظمة الايباك الصهيوني لها الدور الأساسي في الانتشار العسكري الواسع في  منطقة الشرق الأوسط عبر القواعد البرية والبوارج البحرية المنتشرة عبر بلدان الشرق الأوسط  للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتوفير الأمن والدعم للكيان الصهيوني في تحقيق مشروعه الاستعماري التوسعي على حساب ارض العرب وثرواتهم ومصالحهم.

 وهذا يدل على أن منظمة الايباك تلعب دورا أساسيا، أن لم نقل الدور الأساسي في تحديد مسار السياسة الأمريكية الخارجية بما يخدم مصالح الكيان الإسرائيلي  التي تحددها حكومات هذا الكيان بما يعني دفع الإدارات الأمريكية لاتخاذ مواقف وسياسات وقرارات تخدم هذه المصالح عبر نفوذ منظمة "الايباك"

 

 المشهد السياسي الأمريكي من إقامة دوله فلسطينيه مستقلة عاصمتها القدس يدلل على أن السياسات الامريكيه محكومة بالضغط للوبي الصهيوني الذي يحدد اتجاه السياسات الامريكيه  ، الداعمة لتوجهات الاحتلال الإسرائيلي  بمشروعه الاستيطاني والتهويدي ورفض قيام دوله فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 67

، بادعاء بأن إقامة هذه الدولة تشكل خطرا يتهدد امن الكيان الصهيوني بذريعة أن "حدود" هذه الدولة تجعل الكيان الصهيوني غير قادر على الدفاع عن  إسرائيل وهذا يتطلب احتفاظ الكيان الإسرائيلي بمساحات معينة من ارض الضفة الغربية المحتلة كما أن الايباك لعب دور مهم في قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمه لاسرائيل  والاحتفاء بضم الجولان لاسرائيل والاعتراف بالسياده الاسرائيله على الجولان وتراف ذلك مع انعقاد مؤتمر الايباك

لقد تراجع ترمب عن رؤيا الدولتين   ويرضخ ويتراجع عن مواقف امريكيه سابقه  وها هي إدارة ترامب  تخرج من رحم الايباك  الصهيوني لتسير في نفس الاتجاه لا بل أكثر من ذلك في دعمها للتطلعات التوسعية لإسرائيل

منظمة الايباك الصهيوني لها من التأثير في الانتخابات الأمريكية سواء انتخابات رئاسيه او انتخابات الكونجرس.

وكل ذلك يعني أن  أي أداره امريكيه لا تملك رؤية ولا سياسة مستقلة الا بتوجيهات الايباك الصهيوني

 وان الإدارات الامريكيه محكومه للسياسات الصهيونية  وهذا ينزع عنها صفة النزيه والوسيط لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا ما دفع بالرئيس محمود عباس باعبار امريكا وسيط غير نزيه ودفع ترمب لقطع علاقاته مع السلطه الوطنيه الفلسطينيه واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن

 

لا يجوز إطلاقا أن يراهن احد من العرب على امريكا في الوصول إلى أية حلول لان أية حلول تقترحها إدارة ترامب لا  تعطي الشعب الفلسطيني ولا العربي ولو جزءا يسيرا من حقوقه خاصة وان نتنياهو يتماهى الان في العلو الذي حققته اسرائيل وفي جملة الهدايا التي يتلقاها من ادارة ترمب لاسرائيل الكبرى

الأحداث الجارية في سورية  والعراق واليمن وليبيا وكل الشرق الأوسط ليست   بمعزل عن نفوذ منظمة "الايباك" التي تدفع وبكل قوة إدارة ترامب  لاتخاذ سياسات معادية للنظام في سورية والعراق وايران وضد الفلسطينيين وقوى المقاومه  وتدفع بالحرب المذهبية والفتن الطائفية في المنطقة توطئة للمشروع الصهيو أمريكي للشرق الأوسط الجديد بتقسيم وتجزئة دول المنطقة إلى دويلات وطوائف وفق مضمون صفقة القرن  ،

ونخلص إلى القول بأن منظمة الايباك الصهيوني  تدعم إسرائيل وأمنها ومشروعها الاستيطاني والتهويدي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربيه ،

وان منظمة "الايباك" التي لها تأثيرها الكبير في توجيه السياسة الأمريكية عبر نفوذها المعتمد على امتلاكها للمؤسسات التي ذكرناها، مالية، إعلامية، ثقافية، عسكرية.. مما يجعلنا نقول بأن هذه المنظمة تصنع السياسة الأمريكية الخارجية لخدمة مصالح الكيان الصهيوني ويهود العالم.

 

 

 

التعليقات على خبر: تدفق الهدايا لإسرائيل في مؤتمر أيباك الصهيوني "2019

حمل التطبيق الأن